عن المسلمة

ما هي أهم الأهداف في حياة المسلمة؟

تعرف المرأة المسلمة أهدافها من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من آيات الذكر الحكيم، من كل أمر ونهي في القرآن هو هدف لنا “الاستجابة له بحزم ويقين”، إنها باختصار الاستقامة على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وسبيل المؤمنين، وبذلك تكون أولى أهدافك على الإطلاق (فاستقم كما أمرت).

وهذا يقتضي أن تحصّلي معرفة بدينك ونصاب علم لتعبدي الله تعالى على نور وبصيرة، ولذلك أنصحك بداية بدورة شرعية مصغرة لك، فيها جميع أساسيات الدين، من أهم ما يجب أن تعرفيه في العقيدة، من معرفة بالله جل جلاله وأسمائه وصفاته، من أركان الإسلام والإيمان ونواقض الدين ومن أصول التوحيد وموجباته ونواهيه، ونصاب من الفقه في العبادات التي فرضت عليك والتي تجتهدين فيها لمنزلة أعلى في الجنة، كفقه الطهارة والصلاة والصيام وغيرها من عبادات بما فيها القلبية، ونصابا من المعرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته، وسير زوجاته أمهات المؤمنين والصحابة والصحابيات رضي الله عنهم، وكذلك معرفة بالحلال والحرام بالمكروه والمستحب، وبكل ما تحتاجه المرأة المسلمة في دينها.

في زماننا تعد مهمة إعداد حياة الفتاة المسلمة وفق تعاليم الإسلام وهديه ومقاصده هي أهم المهمات، وهي التي ألخصها في كلمات بعملية التمرد على جاهلية العصر، وذلك لدرجة البون الواسع بين حياتنا كيف يريدها الله لنا بالإسلام وبين حياتنا التي نشاهد اليوم في ظل تهميش شريعة الله تعالى وانتشار المنكرات والفتن وحصار الهيمنة الغربية لنا.

وفي هذه المرحلة ستصبحين أكثر دراية بطبيعة نفسك وأكثر قدرة على قيادتها إلى ما فيه صلاحها في الدنيا والآخرة.

فإن من سنة الحياة أن يكون للمرأة مرحلة تعيش فيها مع أسرتها ثم مرحلة تؤسس فيها عشها مع زوجها، ولذلك يجب على كل فتاة الإعداد مبكرا لتأسيس أسرتها التي ستكون بمثابة مصنع إسلامي مصغر، ومدرسة ولبنة من بنيان الأمة، فتكون همتها أن تقيم وزوجها هذه اللبنة بالإسلام وللإسلام.

وهذا علم كثير، منه علم الزواج، وعلم مهام الزوجة وعلم العشرة بالمعروف مع زوج قوام، وعلم حسن التبعل، وعلم الأمومة وعلم التربية لجيل موحد مستعلٍ بإيمانه. وعلم إدارة بيت مسلم، والقيام بحراسته بعين تخشى الله تعالى.

تعيش الأمة اليوم وضعا اسثنائيا من الضعف والتخلف العقدي والخلقي، ولذلك كل مسلم ومسلمة مطالب بالقيام على ثغر الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وهذا يعني أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، أن يحمل هم إعادة الحكم لدين الله تعالى وأن ينصر المظلومين والمستضعفين ولا يركن للظالمين ولو كان إنكاره بقلبه، هذه عبادة يغفل عنها كثير من الناس وهي جوهر العبادات إن شئت الحقيقة، فكل العبادات تنتهي إلى تحقيق التقوى وتمام التقوى نصرة دين الله تعالى. فليكن من أهدافك في هذه الدنيا، إقامة بنيان الإسلام في الأرض ولو كانت البداية دعوة صادقة في محرابك!

هي الأهداف التي تتفردين بها وتزدانين بها تميزا ونورا، وهذا يعني أن تختاري أهدافا كبيرة لتحقيقها، مثل “حفظ كتاب الله تعالى كاملا” والسعي لمرتبة أهل القرآن وخاصته، و”كفالة طفل يتيم” والسعي لفضل حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن كفالة اليتيم (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)، وغيره من مشاريع وأهداف راقية، تتطلب بذلا وصدقا متواصلا، وأنت من سيختار هذا الهدف ومن سيبذل الوقت والجهد لتحقيقه مدركة عظيم المرتبة التي تنشدين.

هذه هي الأهداف الأساسية لكل امرأة مسلمة في حياتها، ولا أجد أفضل منها من أهداف لأن محصلتها إن عملت عليها قول الله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

لا تحملي هم الدنيا بعد ذلك، ستأتيك على طبق من ذهب، ستصبح جميع الهموم هينة، ويصبح همك الأكبر معالي الأمور والتحليق في فضاء اليقين والمسابقة.

﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ۝ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (يونس: 62-64)

✍🏻 ليلى حمدان، بتصرّف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *