ابتعد الناس عن الدين، فانقلبت المعايير والمفاهيم؛ أصبحت الفتاة تستحي من حجابها، وامتناعها عن مصافحة الرجال، وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر. باختصار: أصبح الناس يستحيون من الحياء! صاحب الحق يستحيي من الحق، وصاحب الباطل جريء في باطله، وحالنا والله يُستحيا منه!
كم يغيب عنك يا ابنة الإسلام، إنّ الحياء ليس ضعف، بل هو بالعكس تمامًا؟ الحياء قوة، عزة وشرف، وضابط ذلك أن يكون حقًّا، وألّا يمنع من الحق، وإلا انقلب حياءً مذمومًا.
تنقلب المعايير لما تنقلب مركزياتنا، ولا ننزل الناس منازلهم. نضخم المجتمع؛ فنعظم نظرته، ولا نعطي الشرع مركزيته، ونتصرف وفقًا لذلك، ولو ادعينا عكسه.
كم يستوقفني أن الله عاقب آدم وحواء عليهم السلام بأن يكشف عورتهم، فاستحيوا من ذلك، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة! والآن بنات المسلمين يرون الحجاب عقابًا، فأي انقلاب في المعايير هذا؟ وأي تشويه للفطرة؟
يا بنية الإسلام، الشيطان لا يقول لك إنّ هذا منكر، بل يزينه، ويجمله، حتى يألفه الإنسان، ويتبع خطواته الصغيرة؛ ثم يجد نفسه في حال ما كان يخطر في باله وأسوء توقعاته أن يصل إليه.
يا أختي -وأخص هنا من حولها بيئات فاسدة ومختلطة-: أمد إليك يدي لتركبي معنا سفينة الحياء، في وسط هذا البحر الهائج المليء بأمواج الشهوات والشبهات، أتعاهدين أن تراقبي منسوب الحياء في قلبك وتتفقديه في كل لحظة؟
يا أختي اركبي معنا؛ فالحياء لا يأتي إلا بخير.
✍🏻 كِنانة